أكد عبد الكريم بنعتيق الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، في الكلمة التي ألقاها خلال الدورة الرابعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي مساء اليوم الاثنين 10 يوليوز في عاصمة جمهورية كوت ديفوار ابيدجان، والتي تنعقد تحت شعار “دورة الشباب والسلم والتنمية في عالم متضامن”.
“أن رهان المغرب على الشباب هو رهان مستقبلي، و لإنجاح هذا الرهان يجب الحرص على الاهتمام بالتربية و التكوين، و التأطير الروحي انطلاقا من مرجعية الإسلام الوسطية و المعتدلة، خصوصا و أن العالم يمر بمرحلة دقيقة و معقدة توغل فيها التطرف و الإرهاب كسمة أساسية و بأشكال متعددة ذات أبعاد طائفية أو مذهبية جعلت المجتمعات تتخبط في الفتن”
وخاطب بنعتيق الذي مثل المملكة المغربية ممثلي دول منظمة التعاون الإسلامي قائلا” إن السلم و التعايش هو اختيار سيجنب لا محال جميع الدول السقوط في مستنقع للاستقرار و الذي تكون له عواقب وخيمة على الدول، وطنيا و إقليميا و دوليا. بيدا أن التنمية الحقيقية وحدها الكفيلة بمواجهة تلك الآفة، معتبرا أن معالجة مثل هذه الإشكالات لن يتم فقط من منظور أمني بل يجب تبني مقاربة شمولية تعتمد على التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعلى التأطير الجيد للمجال الديني انطلاقا من المرتكزات الصلبة.
كما أكد السيد الوزير “إن المغرب يعتبر أن التعاون بين الدول الإسلامية شرط أساسي لتحصين مجتمعاتنا، واقتناعا من توابثنا المشتركة فإن المغرب الذي يشتغل إلى جانب هولندا في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب يضع رهن إشارة كل الدول الإسلامية تجربته في هذا المجال.
و من هذا المنطلق فالمغرب يطالب منظمة التعاون الإسلامي بتحديث آليات اشتغالها حتى تستجيب لتطورات و متغيرات المرحلة الحالية”
هذا و استعرض بنعتيق نموذج الشراكات المتعددة التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في جل دول القارة الإفريقية و التي لم تكتفي بالمجال الاقتصادي و الاجتماعي بل تعدته إلى تبني التجربة المغربية في مجال التأطير الديني”
و جدد السيد الوزير “تشبث المغرب بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته و عاصمتها القدس الشريف من خلال الحلول المتوافق عليها، كما أن ترأس صاحب الجلالة للجنة القدس سيمكنه دائما من لعب الأدوار المنوطة به مع الدول الكبرى التي لها دور أساسي في الضغط على إسرائيل للتراجع على عن غطرستها، كما أن بيت مال القدس ساهم عمليا و ميدانيا في إيجاد حلول للتخفيف من معانات المقدسيين”.