الكاتب الأول إدريس لشكر يدعو الزعيم الموريتاني ولد دادة لزيارة المغرب قريبا

الأخ العزيز أحمد ولد دادة، رئيس حزب تكتل القوى
الديمقراطية
تحية وسلاما

لقد تشرفت بزيارة صداقة وعمل إلى دولة موريتانيا الشقيقة تلبية لدعوة كريمة من حزب تكتل القوى الديمقراطية، وما زلت أذكر باعتزاز حفاوة استقبالكم وكرم ضيافتكم لوفد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال مقامه بالجمهورية الموريتانية الإسلامية، كما أذكر ببالغ التقدير ما هيأتموه لنا من فرص طيبة للتعرف على قادة منسقية المعارضة الديمقراطية، وللاطلاع على ما يزخر به الشعب الموريتاني الشقيق من طاقات اجتماعية خلاقة ومؤهلات سياسية رفيعة تدعو إلى الفخر والاستبشار بالمستقبل.
كما أن هذه الزيارة أتاحت لنا فرصة استعراض آفاق التعاون الثنائي انطلاقا من حسن الجوار والتاريخ المشترك للبلدين، واستنادا إلى القيم والمبادئ التي نتقاسمها في حزبينا، والأدوار الأساسية التي نضطلع بها في الأممية الاشتراكية والمنتدى العربي الديمقراطي الاجتماعي.
الأخ العزيز،
لقد لمست بارتياح أنكم في مداخلاتكم خلال كل الاجتماعات التي نحضرها سويا بالمنظمات الدولية والهيئات الإقليمية، بقدر ما تحرصون على التطور الديمقراطي والاجتماعي في بلدكم، بقدر ما تتطلعون إلى تفعيل الاندماج المغاربي القائم على مبادئ سيادة الدول المغاربية الخمس وحسن جوارها ، والذي من شأنه أن يفتح آفاقا واعدة للتقدم وللاستقرار الآمن في نطاق اتحاد المغرب العربي ، وهي نفس الرؤية التي نتقاسمها وإياكم، والتي كما لا يخفى عليكم أنها تندرج تاريخيا ضمن الخيارات الاستراتيجية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
لذلك فإنني أغتنم هذه المناسبة لكي أؤكد لكم الأخ العزيز أن مكانة الجمهورية الإسلامية الموريتانية تبقى محفوظة في قلوب كل المغاربة، وأن سيادة بلدكم ووحدته الترابية هي عندنا من صلب الأمر الواقع المعزز بقوة الشرعية الدولية.
ومما لا شك فيه أنكم تستشعرون خطورة التطورات التي ما فتئت تتفاعل في منطقتنا منذ لقائنا الأخير في نواكشوط، كما أنكم تستحضرون طبيعة التحديات والرهانات المطروحة اليوم على بلدينا وحزبينا، والتي تناولنا بعضها في اجتماعنا الأخير بلجنة البحر المتوسط للأممية الاشتراكية بمالقا، لذلك فاني أعتقد أننا مدعوون اليوم لتجديد اللقاء من أجل تقييم حصيلة تعاوننا واستشراف آفاق المستقبل، وانه ليشرفني من خلال هذه الرسالة أن أوجه إليكم الدعوة لزيارة المغرب قريبا على رأس وفد من قيادة حزبكم ،حتى نتمكن من استئناف التشاور وتعزيز العمل المشترك لما فيه مصلحة شعبينا وخير بلدينا .
وتفضلوا الأخ العزيز بقبول أزكى التحيات.