الروبوت، زعيم المستقبل!؟

يونس مجاهد

فجرت القناة الرابعة البريطانية فضيحة هزت الأوساط السياسية والإعلامية، وتتعلق بقرصنة أكثر من خمسين مليون حساب، على الفايسبوك، من طرف شركة كامبريدج أناليتيكا لدراسة السلوك النفسي ورغبات ونزوعات أصحابها، لاستعمالها في توجيه الحملة الانتخابية الأمريكية، حيث يعتبر الملاحظون أن هذه الشركة لعبت دوراً حاسماً في نجاح الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات.
وقد أنجزت القناة المذكورة تحقيقا عبر كاميرا خفية، تمكنت خلالها من الكشف عن أساليب التحايل اللاأخلاقية المستعملة من طرف هذه الشركة، والتي وصل الحد بالرأس المدبر لها، ألكسندر كوغان، إلى استعمال العاهرات والرشاوي، للإيقاع بالضحايا، بالإضافة إلى التجسس على الحسابات واستغلال المعطيات الخاصة للناس، وغيرها من الإمكانات التي يتيحها الفايسبوك، الأمر الذي دفع المسؤولين عن هذه الشبكة إلى الإعتذار وتقديم وعود بحماية المعطيات الخاصة بروادها.
وقد أشرف خبراء في الدراسات النفسية وفي التكنولوجيات الحديثة، على وضع أنظمة لدراسة سلوك ملايين الرواد، الأمر الذي منح الأطر المشرفة على حملة ترامب بتوجيههم والتأثير عليهم، وقد كشفت التحقيقات الصحافية، خيوط هذه العلاقة بين الشركة ومستشاري الرئيس الأمريكي، والممولين المقربين منه.
وليست هذه هي المرة الأولى، التي يثير فيها خبراء، الاستعمالات غير المشروعة للمعطيات الشخصية للناس من طرف شركات لأغراض تجارية، غير أن الأمر أخذ يتطور الآن في اتجاه وضع أنظمة متطورة للدراسات النفسية، لرواد الشبكة الاجتماعية للتأثير عليهم، مما يفتح الأبواب مشرعة على عهد جديد، قد تنمحي فيه الإيديولوجيات والسياسة، ليتم تعويضها بالبروباغاندا المعتمدة على الدراسات التي ينجزها الذكاء الاصطناعي.
ويمكن القول إن شبكات التواصل الاجتماعي، أصبحت تشكل خطرا على المضمون، ليس لأنها تتيح التركيز على الدعاية الفارغة، عبر تلميع الصورة والتعليقات المخدومة، بل لأنها أيضا أصبحت وسيلة لإجراء دراسات حول سلوك الرواد وتوجيههم بناءً على نتائج ما يتوصل إليه الروبوت، الذي سيعوض ربما الزعامة والقدرة على الإقناع.