يونس مجاهد
من بين القضايا الجديدة التي أخذت تطرح، بقوة، في السنوات الأخيرة، ما أطلق عليه، محاربة الأمية الإعلامية، من أجل التصدي لما يسمى بالأخبار الكاذبة، والتي تروج على الخصوص في الشبكات الاجتماعية، بالإضافة إلى بعض المواقع الإلكترونية، التي تتخصص في هذا النوع من الممارسات اللاأخلاقية.
وفي هذا الموضوع، تقوم منظمة اليونسكو بأنشطة مكثفة، طيلة هذه الأيام، في إطار أسبوع مخصص للتربية على التعامل مع وسائل الإعلام، بتعاون مع عدد من المؤسسات والهيئات، من بينها النقابة الوطنية للصحافة المغربية، موجهة للجمهور، وخاصة للشباب.
ومن المعلوم أن للصحافة ووسائل الإعلام، دورا كبيرا في القيام بهذه المهمة، على عدة مستويات، أولها، أن تقوم هي بنفسها بنشر الممارسات الفضلى، من خلال تقديم منتوج جيد، يستجيب لمعايير العمل المهني، الذي يتطلب الدقة والفحص وإعادة الفحص، قصد التأكد من الأخبار والمعطيات، وتجنب المضامين والعبارات الحاطة من الكرامة الإنسانية، واحترام التعدد والحق في الاختلاف، إلى غير ذلك من مقومات الجودة والأخلاقيات، ثانيها، العمل على المساهمة في محاربة الأمية الإعلامية، عبر نشر مواد تربوية موجهة للجمهور، للتعريف بمبادئ العمل الصحافي وآدابه، وفضح الممارسات المشينة، في هذا المجال، وتقديم النماذج والأمثلة المفيدة في هذا الشأن.
ومن المعلوم أن هذه المسألة أصبحت إشكالا عالميا، خاصة بعدما تبين أن هناك مجموعات ولوبيات كبرى، تتخصص في نشر الأخبار الكاذبة، وفي الترويج لمضامين مشبوهة وغير دقيقة، في الشبكات الاجتماعية، للتأثير في الناخبين وفي الرأي العام، الأمر الذي يعتبر خطرا على الديمقراطية، وعلى سيادة وأمن بعض البلدان.
ويمكن القول، إن المغرب، كان من ضحايا مثل هذه الممارسات، قبل أن تتطور في الشبكات الاجتماعية والوسائط الإلكترونية، عندما نسبت جرائد وقنوات إسبانية، صوراً لجرائم الحق العام أو ما حدث في فلسطين، وادعت أنها حصلت في الصحراء المغربية، خلال أحداث «أكديم إيزيك».
ما يحصل اليوم أخطر بكثير، حيث إن التطور الكبير الذي تعرفه استعمالات التكنولوجيات الحديثة، يسمح للمتخصصين في التضليل بفرص أكبر، لذلك تبدو الحاجة ملحة لبرنامج وطني للتربية على وسائل الإعلام، قصد التقليل من أضرار آفة التضليل والكذب.