حنان رحاب
منذ الوهلة الاولى التي انطلقت فيها بنادق ثوار النقرات من مواقع، أغلبها ليست لا في ساحة الحراك، ولا في مواطن مصدر الخبر في الهجوم على الكاتب الاول للاتحاد، بل استوحت هجومها على كل الأحزاب السياسية من التأويل وقراءة الكف ، وكثير منها كان يصفي حسابات خسارة مرحلة الانتشاء البنكيراني في تخذير الجميع، وسن قوانين كانت تحتاج فعلا لثورة دون أن يتجرأ الثوار الجدد في الصراخ حتى ما قاله ادريس لشكر موثق بالصوت والصورة، ليس فيه عبارة واحدة تسيء لا لأهل الحسيمة ولا للمتحجين فيها، بل هي تذكير بحقوق وواجبات، جاءت في اجتماع علني، وليس في كواليس حبك المؤامرات، بل تم نقل كل حركاته، وهنا بدأ التأويل السيميائي لاستهداف الكاتب الاول للاتحاد لتصريف أحقاد اجتمعت كلها بهذه المناسبة، والمناسبة القادمة نهاية هذا الأسبوع.
ما قاله ادريس لشكر سمعه الجميع، ووزنه العقلاء في خانة الفاعل السياسي المسؤول، وما خرج به بلاغ اجتماع أحزاب الأغلبية يفسر القراءة الحقيقية لاصرار الكاتب الاول لحزب كبير على التقاط كل شيء لقول موزون في مناسبة دقيقة، ولمن يبحث عن الخبر اليقين عليه بالتقصي وليس باستغلال عظم الاشاعة لاشباع لذة انتقام قديمة أو حديثة اتجاه الحزب من باب استهداف كاتبه الاول .
الاحتجاج ليس جديدا في المغرب، والذي قدم فيه تاريخ من الدماء والشهداء هو هذا الحزب الذي تصر ألة استهدافه واستهداف كل العمل السياسي على قتله ، والاتحاد الاشتراكي موجود في الحسيمة، تمثله عائلات وأجهزة يعرفها الجميع، وحين تعبر من داخل الحراك، فذاك جزء من عمل الاتحاد الاشتركي المسؤول فاعلون فيه، ويكذبون يوميا اسطورة الدكاكيين السياسية التي عممت لفائدة الفراغ القاتل .
هذه الأجهزة أصدرت بيانات قبل أقل من شهر بمناسبة انتخاب مؤتمريها للمؤتمر العاشر، لم يعجب وضوحها كثيرا من الجهات التي تريد الفراغ في تأطير المواطنين لفرض لعبة هي معقدة اليوم ، لكن خيوطها ستظهر بعد انقشاع غيمة العبث بهذه المدينة .
هذا هو الاتحاد الذي يقوده كاتب اول اسمه ادريس لشكر، ولعبة ضرب الرأس لزعزعة الجسد مكشوفة، يقوم بها اليوم خليط على حواشي الحزب، وتنهل منه الجهات الحاقدة على الاتحاد وتاريخه لتعميق أزماته وتشكيك مناضليه في كل شيء حتى أنفسهم، والهدف بات مفضوحا، اكذبوا ثم اكذبوا واستهدفوا رأس الحزب حتى يدوخ الجميع، هي ذي هي اللعبة .
أما حراك الريف فهو جزء من هوية الاتحاد، لا يمكن أن يبخسها، لكن من حقه أن يدافع عن لعبة تلويث كل الاحزاب والاطارات، ولا أحد نصب نفسه أميرا جديدا ، فأهالينا هناك ، هم جزء من مواطنين يدافعون عن حق المدينة وأهلها، من داخل القانون، وليس على هامشه .